ما أعظم"الصلاة" ، وما أعظم شأنها
يقول الشاب ذو الـ «19» عاما
كنت شاباً أظن أن الحياة... مال وفير... وفراش وثير... ومركب وطي...
وكان يوم
جمعة... جلست مع مجموعة من رفقاء الدرب على الشاطئ…
وهم كالعادة مجموعة من القلوب الغافلة!!!
سمعت النداء"للصلاة"
أقسم أني سمعت « الأذان » طوال حياتي.. ولكني لم أفقه يوماً معنى الأذان…
طبع الشيطان على قلبي... حتى صارت كلمات الأذان كأنها تقال بلغة لا أفهمها…
كان الناس حولنا يفرشون سجادتهم... ويجتمعون للصلاة…
ونحن كنا نجهز عدة الغوص، وأنابيب الهواء
استعداداً لرحلة تحت الماء…
لبسنا عدة الغوص, ودخلنا البحر,ابتعدنا عن الشاطئ.
حتى صرنا في بطن البحر.
كان كل شيء على ما يرام, الرحلة جميلة
وفي غمرة المتعة
فجأة!!! تمزقت القطعة المطاطية التي يطبق عليها الغواص بأسنانه
وشفتيه لتحول دون دخول الماء إلى الفم…
ولتمده بالهواء من الأنبوب, وتمزقت أثناء دخول الهواء إلى رئتي…
وفجأة!!! أغلقت قطرات الماء المالح المجرى التنفسي, وبدأت أموت…
بدأت رئتي «تستغيث» «وتنتفض» تريد هواء
أي هواء …
أخذت اضطرب، البحر مظلم، رفاقي بعيدون عني
بدأت أدرك "خطورة" الموقف... إنني أموت…
بدأت
أشهق... وأشرب الماءالمالح.
بدأ شريط "حياتي" بالمرور أمام عيني
مع أول شهقة.
عرفت كم أنا"ضعيف"...بضع قطرات مالحة سلطها الله علي ليريني أنه هو القوي الجبار…
آمنت أنه لا ملجأ من الله إلا"إليه" حاولت التحرك بسرعة للخروج من الماء.
إلا أني كنت على عمق كبير…
ليست المشكلة أن أموت... المشكلة كيف سألقى الله؟؟؟!!!
إذا سألني عن عملي؟؟؟ ماذا سأقول؟!
أول ما أحاسب عليه..."الصلاة"... وقد ضيعتها .
تذكرت « الشهادتين » فأردت أن يختم لي بهما…
فقلت أشهـ... فغصَّ حلقي... وكأن يدا ًخفية تطبق على رقبتي...
لتمنعني من نطقها
حاولت جاهداً... أشهـ... أشهـ... بدأ قلبي يصرخ:
...>ساعة<...>دقيقة<... >لحظة<…ولكن "هيهات"…
بدأت أفقد الشعور بكل شيء... أحاطت بي ظلمة غريبة!!!
هذا آخر ما أتذكر…
لكن رحمة ربي كانت أوسع…
فجأة!!! بدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرة أخرى
انقشعت الظلمة, فتحت عيني, فإذ أحد الأصدقاء
يثبت خرطوم الهواء في فمي…
ويحاول إنعاشي, ونحن مازلنا في بطن البحر...
رأيت"ابتسامة" على محياه, فهمت منها أنني بخير…
عندها صاح« قلبي»... و«لساني»... وكل «خلية» في جسدي…
"أشهد أن لا إله إلا الله"... و"أشهد أن محمدرسول الله"... الحمد لله…
خرجت من الماء, وأنا شخص آخر…
تغيرت نظرتي
"للحياة"
أصبحت الأيام تزيدني من "الله" قرباً, أدركت سرَّ وجودي في "الحياة"...
تذكرت قول الله عز و جل﴿...إلا ليعبدون...﴾ صحيح ما خلقنا عبثاً…
مرت
الأيام, فتذكرت تلك»الحادثة«
فذهبت إلى البحر, ولبست لباس الغوص,
ثم أقبلت إلى الماء, وحدي وتوجهت إلى المكان "نفسه" في بطن
البحر…
وسجدت لله تعالى" سجدة" ما أذكر أني سجدت مثلها في "حياتي"…
في مكان لا أظن أن إنساناً قبلي قد سجد فيه لله
تعالى…
عسى أن"يشهد" علي هذا المكان يوم القيامة فيرحمني الله"بسجدتي" في عمق البحر...